يوتيوب: أسرار خوارزمية البحث والعرض وكيف تحقق الانتشار

آخر تحديث

29 مارس 2024

منْ منَ الناشرين على يوتيوب لا يطمح في أن يتصدر الفيديو الذي ينتجه تراتيب متقدمة من حيث المشاهدة والإشتراك والتفاعل، ليحقق بذلك هذا الفيديو الإنتشار المطلوب.

للوصول لهذا الهدف لابد من التعرف إلى بعض خفايا وأسرار عمليات البحث في يوتيوب والتي من خلالها يتم منح فيديو ما جائزة السبق حتى يكون بذلك في صدارة نتائج البحث أو على الأقل ضمن التراتيب المتقدمة على نتائج البحث.

تركز خوارزمية يوتيوب على العديد من العوامل مثل عنوان الفيديو والكلمات المفتاحية المستخدمة وحجم مصغرات الفيديو المختارة

مفتاح خوارزمية يوتيوب

لو أردنا وصف أهم عامل (الأهم بين مجموعة من العوامل الأخرى) في تصدر فيديو ما قائمة الفيديوهات المرشحة من يوتيوب للمتابعين أو الزوار أو نتائج البحث على يوتيوب لكان الزمن أو الوقت المتجمع لمشاهدات هذا الفيديو هو الأكثر أهمية.

ماذا يعني هذا؟

المقصود هنا هو عدد الدقائق التي سجلها هذا الفيديو من خلال المشاهدات، وكلما زاد هذا الوقت كلما زادت فرص أقتراح هذا الفيديو من طرف يوتيوب على المشاهدين والمتابعين والزوار.

نعم، هي أشبه بحلقة نهايتها تؤدي إلى بدايتها، ومتى تحقق هذا الهدف ينتقل هذا الفيديو إلى مصاف الإنتشار الفيروسي محصلاً بذلك مئات الآلف أو الملايين من المشاهدات.

هذا يقودنا إلى السؤال الذي يدور في ذهن الكثير من منشئ المحتوى على يوتيوب وهو:

كيف يحقق الفيديو أكبر قدر من المشاهدة على يوتيوب؟

الهدف من نظام الاكتشاف والترشيح أو التوصية التلقائية في يوتيوب هو مساعدة زوار يوتيوب على الوصول إلى مشاهدة الفيديوهات التي يرغبون في مشاهدتها، وكذلك للحصول على تفاعل ورضا أكبر على ما يشاهده الزوار.

أهمية استخدام الكلمات المفتاحية والتوصيف الصحيح للفيديو

يظل استخدام الكلمات المفتاحية وإدراجها ضمن عنوان الفيديو، وكذلك اختيار التوصيف الدقيق من العوامل المهمة في ترشيح الفيديو للحصول على قدر أكبر من المشاهدات.

ما يجب الإشارة إليه هو أن دور هذا التحسين وتهيئة الفيديو للظهور على نتائج البحث هي مرحلة مؤقتة بالغة الأهمية في المراحل الأولى، أو لنقل الأسابيع الأولى، لنشر الفيديو حتى نضمن حصول هذا الفيديو على أكبر وقت من المشاهدة، ليتحول بذلك زمام القيادة لزمن أو وقت المشاهدة ليصبح العامل الأكثر أهمية لاحقاً في تقييم وترشيح الفيديو للمزيد من الزوار.

ما يقصد بزمن المشاهدة هنا هو الزمن التراكمي الذي يسجله الفيديو عبر المشاهدات في عدد من الجلسات وليس زمن المشاهدة في الجلسة الواحدة.

باختصار، لا يجب إهمال استعمال الكلمات المفتاحية والتوصيف الدقيق لمحتوى الفيديو وعوامل التحسين الأخرى، لكن لا يجب التعويل على المدى البعيد فقط على هذه العناصر.

هذه العناصر لها دور فعال في بداية تحميل الفيديو حتى يتحصل على زمن مناسب من المشاهدات، لهذا لا يجب إهمال هذه العناصر في البداية لأنها متى ما أحسن استغلالها ستفيد في حصول الفيديو على زمن مشاهدة أطول ليتحول زمن المشاهدة هذا لاحقاً الى نقطة انطلاق أو تحول في مسار الفيديو نحو الانتشار.

عندما نتحدث عن تهيئة الفيديو للتعامل مع محرك البحث في يوتيوب والذي يحتل الترتيب الثاني بعد جوجل على شبكة الإنترنت، فإننا نعني:

  • تنفيذ الفيديو بما يتوافق مع مقاسات الفيديو المنصوح بها وكذلك الخصائص الفنية الأخرى من حيث الحجم وامتداد الملف وغيرها والتي يحددها نوع الفيديو التقليدي أو الفيديو القصير على يوتيوب.
  • اختيار العنوان المناسب للفيديو من خلال صياغة جذابة ومميزة مع مراعاة عدم تجاوز العنوان لعدد 50 حرف وكذلك ضرورة استخدام الكلمات المفتاحية المناسبة في بدايته.
  • حاول أن يكون عدد الكلمات في وصف الفيديو من 50 إلى 150 كلمة مع استخدام الكلمات المفتاحية (من 1 إلى 3 كلمات) بصورة مناسبة ومعبرة.
  • وسوم الفيديو Tags تلعب دوراً مهماً أيضاً، وهنا يمكنك التدرج في استخدام كلماتك المفتاحية من الأهم إلى المهم ككلمات مستقلة أو كجمل ويفضل عدم تجاوز 300 حرف.
  • الصورة المصغرة للفيديو أيضاً من العناصر الواجب الاهتمام بها لكونها من العناصر الأولى، بالإضافة إلى العنوان، والتي يلاحظها المشاهد لتساهم بذلك في جذب أكبر عدد من المشاهدين.

محتوى جيد من أجل زمن مشاهدة أطول

يظل المحتوى الجيد بالإضافة إلى طريقة الإعداد والإخراج والوسائل التقنية المستخدمة من العوامل المهمة في تحقيق زمن مشاهدة أكبر.

وجدت بعض الدراسات أن 50% من المشاهدين يتوقفوا عن متابعة الفيديوهات التي لا تجذب انتباههم أو لا تمثل المحتوى الذي يبحثون عنه بعد الثواني العشرين الأولى، وهذا بالطبع يؤثر على الفيديو سلباً، ويقلل من فرص ترشيحه للمشاهدة من جديد من طرف نظام الاستكشاف والاقتراح في يوتيوب.

من المهم إذا الاعتناء بالمحتوى وطريقة صياغة وإخراج الفيديو لجذب الانتباه لمحتوى الفيديو لفترة أطول.

في ذات السياق، فإن لطول الفيديو أو الفترة الزمنية التي يستغرقها الفيديو لتوصيل الرسالة أو المعنى المطلوب هو أيضاً عامل آخر يضاف لجملة العوامل المهمة في التقييم.

حيث وجدت بعض الدراسات أن الفيديوهات الأقل من دقيقتين سجلت زمن مشاهدة ضعيف مقارنة بالفيديوهات الأطول، والفترة الزمنية المنصوح بها لطول الفيديو هي من دقيقتين إلى 20 دقيقة.

المدة الزمنية للفيديو وأهميتها

إذا ما نجح منتج الفيديو في الاهتمام بالعناصر السابقة يمكن أن يصل بالفيديو إلى زمن مشاهدة أطول أو أكبر تؤهله للانتشار لكونه بذلك قد حقق أهم متطلبات نظام الاكتشاف والاقتراح في يوتيوب، وهذا يؤدي إلى انتشار أكبر للفيديو.

التحديث المتكرر للمحتوى

العمل على أنتاج المزيد من المحتوى وبصورة دورية ومتكررة، وتحميل الفيديوهات الجديدة إلى القناة الخاصة بك وبصورة دورية منتظمة يعمل على تعزيز المحتوى لديك وكسب ثقة كل من الزائر أو المشترك بقناتك في المقام الأول والحصول على المزيد من التفاعل والمشتركين وهذا بدوره يمثل إشارة جيدة لتحسين تقييم ما تنتج من طرف خوارزمية يوتيوب.

المزيد من فريق البحث والاستكشاف في يوتيوب

في معرض رد فريق البحث والإستكشاف في يوتيوب على مجموعة من الأسئلة التي وجهت إليه بخصوص طريقة أو آلية عمل خوارزميات يوتيوب في تقييم وترشيح فيديوهات معينة للعرض على الصفحة الرئيسية لزوار يوتيوب، كانت الأسئلة والردود على النحو التالي:

ما هو تأثير تغيير كل من عنوان الفيديو والأيقونة المصغرة الخاصة به على معدلات ظهور هذا الفيديو أو ذاك؟

يوتيوب ينصح بتغيير العنوان واختيار الصورة المصغرة المعبرة عن محتوى الفيديو لجذب المزيد من المشاهدات.

من خلال هذه التغييرات، فإن الفيديو سيظهر بطريقة مغايرة للمشاهد، وبالتالي يؤدي هذا إلى التفاعل بطريقة مغايرة من طرف المشاهد.

هنا، يكون تركيز الخوارزمية على الطريقة التي يتفاعل بها المشاهد أو مجموعة المشاهدين، ويتم التقييم على أساس هذا التفاعل وليس على أساس هذه التغييرات في حد ذاتها.

في العموم فإنه ينصح بإجراء هذه التغييرات متى ما كانت نسبة مرات الظهور إلى مرات المشاهدة الفعلية CTR منخفضة، أو إذا كانت مرات الظهور وعدد مرات المشاهدة أقل من المعتاد.

كيف يقيّم يوتيوب أداء المشتركين القدامى أو المشتركين غير النشطين في القناة، وهل لهذا تأثير على معدلات ظهور الفيديو؟

يوتيوب لا ينظر إلى قائمة المشتركين في المقام الأول كأساس لتقييم واقتراح عرض الفيديو، ولا ينظر إلى هذا النشاط على اعتباره من العوامل ذات الأولوية المطلقة في عملية التقييم.

تركز الخوارزمية على أداء الفيديو ضمن النطاق الذي يتم عرض الفيديو فيه.

كمثال، فإن معدل وترتيب ظهور الفيديو على الصفحات الرئيسية يعتمد على معدل أداء هذا الفيديو عند ظهوره على صفحات المستخدمين الآخرين.

في المجمل، فإن عدم تفاعل المشتركين القدامى مع الفيديوهات المنشورة حديثاً ليست من الأولويات التي يجب أن تشغل بال الناشرين على يوتيوب.

هل يتم اقتراح الفيديوهات الجديدة على مجموعة المشتركين في القناة فقط، مما يعني ضعف احتمال الحصول على مشتركين جدد؟

من المهم الإشارة إلى أن يوتيوب، وفي المقام الأول، يقوم بعرض الفيدوهات على صفحة المستخدم الرئيسية من خلال متابعة إهتمام هذا المستخدم بنوع معين من الفيدوهات، أي أن اختيار الفيدوهات للعرض تتم من خلال تقييم رغبات المستخدم وعرض فيدوهات تتوافق مع ما يرغب في مشاهدته تحديداً.

على النقيض، لو ألتزم يوتيوب بعرض الفيديوهات فقط من القنوات التي قام المستخدم بالإشتراك فيها، فإن ذلك سيؤدي إلى ظهور عدد محدود منها لهذا المستخدم، وبالتالي يمنع في هذه الحالة من مشاهدة مقترحات أخرى جديدة ليقلل ذلك من نسبة الزيارات لموقع يوتيوب في المجمل.

كخلاصة، فإن خوارزمية يوتيوب تقترح جملة من الفيديوهات على المستخدم بناءً على ما يرغب في مشاهدته وبغض النظر عن القنوات التي قام بالإشتراك فيها.

كيف يقيّم يوتيوب نتائج البحث داخله؟

يتصدر الفيديو نتائج البحث بناءً على مجموعة من العوامل أهمها موائمته لكلمة أو جملة البحث وكذلك تقييم عامل الأداء.

تكون النتائج هنا بناءً على ملائمة عنوان الفيديو والوصف وكذلك المحتوى لموضوع البحث، أما بالنسبة للأداء فيقصد به كيفية تفاعل المستخدم مع هذا الفيديو في نتائج البحث الأخرى، فكلما زادت عدد المشاهدات في نتائج بحث مطابقة كانت نسبة أو معدل ظهور هذا الفيديو أكبر.

كلمة أخيرة

معرفة طريقة التقييم والاقتراح من طرف يوتيوب أو التكهن ببعض مكونات خوارزمية العمل يساعدك كمنتج للمحتوى على هذه المنصة في تحسين معدلات الظهور والتفاعل والانتشار الذي تسعى إليه.

كما أن التعرف إلى بعض أسرار الذكاء الاصطناعي الذي بنيت عليه هذه الخوارزمية لا يمنع من أن يكون هدفك في الأساس هو صياغة وصناعة المحتوى المرئي الجيد والقيم الذي يخدم المشاهد او الزائر وليس روبوتات البحث والعرض على هذه المنصة.